أولاً لا نُرغّب من إخواننا أن يعقدوا النذر ؛ لأن النذر قد يعجز الإنسان ع....

السؤال: أولاً لا نُرغّب من إخواننا أن يعقدوا النذر ؛ لأن النذر قد يعجز الإنسان عن الوفاء به ، ثم النذر إنما يدل على بخلٍ عند الإنسان ، لأنه لا يؤدي الطاعات إلا بسبب قوي يخرجه من حاله إلى حال الطاعة ، ثم إن بعض الناس قد يظن أن ما يهبه الله من نعم يكون في مُقَابَلَةِ ذلك النذر الذي نذره ، يظن أن الشفاء إنما حصل بسبب النذر ، وهذا ليس بصحيح ، وإنما هو من كرم الله تعالى ، ومن رحمته بعبده ، ومن إسباغه بالنعم عليه ، ليس في مقابلة ، فهو سبحانه غني ، والذي يحتاج إلى الصيام ، ويحتاج إلى التطوع هو أنت يا أيها العبد ، أما رب العزة والجلال ، وحينئذ لا يحسن بالإنسان أن ينذر ابتداء ، وقد ورد في الحديث أن النبي  نهى عن النذر ، وقال : (( إنما يُستخرج به من البخيل )) . الأمر الآخر أن الإنسان إذا نذر وجب عليه الوفاء به ، وحرم عليه أن يخلف الوعد الذي وعده وعقده على نفسه في النذر ، وقد قال النبي  : (( من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه )) . وحينئذ يجب عليك يا أخ أحمد أن تقوم بالوفاء بهذا النذر ، ولا يجوز لك أن تتوانى فيه ، واتخذ من الأسباب ما يجعلك تقوم بهذا الواجب ، الذي تأثم بتركه ، سواء كان بتناول وجبة السحر ، يستيقظ الإنسان قبل أذان الفجر ليتناول السحور ، ليتقوى به على صيامه ، أو باختيار الأوقات التي يؤديها في أعماله بما لا يؤثر على صومه ، أو بالتسهيل على نفسه باختيار مواطن البراد ، والجو الملائم ، أو بتقليل العمل في هذين اليومين ، أو نحو ذلك ، لأن هذا من الواجبات ، والعبد أوجبه على نفسه ، فوجب عليه الوفاء به . ما فاتك فيما مضى من الأيام فاقضها ، وصم بدلها أياماً أخرى ، وأسأل الله جل ووعلا أن يسهل عليك صيام نذرك ، وأن يجعله هيناً سهلاً ، وأن يجعلك تتخذ من الأسباب ما يمكنك من القيام بهذا النذر . أرأيتم - يا صاحب الفضيلة - إن كان يخص كل شتاء بالصيام ، هو قال في لفظته : سأصوم كل اثنين وخميس مدة سنة ، والسنة في عرفنا متصلة في حول واحد . الكلام الآن عن نيته ، هو نوى أن تكون سنة متواصلة ، وبالتالي يعامل الإنسان ويُفسر لفظه بنيته .

السبت 24 ذو القعدة 1440 الموافق 27 يوليو 2019



الجواب: